الرئيس يفتتح أعمال المنتدى الوطني الرابع ’الثورة الصناعية الرابعة’

تاريخ النشر
الرئيس يفتتح أعمال المنتدى الوطني الرابع ’الثورة الصناعية الرابعة’
الرئيس محمود عباس يفتتح أعمال المنتدى الوطني الرابع-تصوير ثائر غنايم

رام الله-أخبار المال والأعمال-افتتح رئيس دولة فلسطين محمود عباس، اليوم الإثنين، أعمال المنتدى الوطني الرابع "الثورة الصناعية الرابعة"، الذي ينظمه المجلس الاعلى للإبداع والتميز في قاعات جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في البيرة.

وجال الرئيس عباس في أقسام المنتدى واطلع على أهم الاختراعات والانجازات التي حققها المبدعون والرواد الشباب، مؤكدا ضرورة توفير كافة الإمكانيات لدعمهم وإيصال رسائلهم إلى العالم.

وشدد على أن فلسطين تولي اهتماما كبيرا بالمبدعين والمخترعين، ومن أجل ذلك قامت بإنشاء مؤسسة الإبداع والتميز.

وقال للصحفيين: إن "التميز والابداع أهم فكرة تبنتها السلطة الفلسطينية وسارت بها بشكل ناجح".

وأضاف: "نحن في عصر جديد ونسابق هذا العصر ونسير معه وهذا شيء مهم حتى تكون فلسطين دولة عصرية في المستقبل".

وأكد الرئيس أننا "شعب مبدع ومتميز وعظيم تاريخيا، وما رأيناه اليوم في المنتدى يرفع الرأس ويبشر بأن المستقبل لنا والدولة قادمة بإذن الله".

ورافق الرئيس: نائب رئيس الوزراء زياد أبو عمرو، ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، ورئيس ديوان الرئاسة انتصار ابو عمارة.

وكان قد حضر افتتاح أعمال المنتدى الذي سيستمر ليومين، لفيف من الشخصيات الوطنية والاقتصادية والعلمية وممثلي الفعاليات والمؤسسات وطلبة واساتذة معاهد وكليات. 

ميسون ابراهيم: فلسطين ستنهض بسواعد وعقول ابنائها المبدعين والريادين

بدورها، قالت رئيس اللجنة التحضيرية للمنتدى الوطني الرابع ميسون ابراهيم في كلمتها، إن العالم اليوم يقف على اعتاب حقبة جديدة من التطور الرقمي المصاحب لثورة تكنولوجية من شأنها إحداث تغييرات جذرية في الطريقة التي نعيش ونتعلم ونعمل بها، مضيفة أن هذا التغيير يتميز بكونه متواصلا وسيزداد تعقيدا بشكل لم تشهده البشرية من قبل.

واضافت، يعتبر المنتدى الوطني الرابع بجلساته الحوارية الـ 44 منصة لتسليط الضوء على أثر التكنولوجيا الحديثة وتطبيقاتها في التعليم العام والعالي والبحث والتطوير والصناعة والزراعة والبيئة وآليات تحقيق خطة 2030 للأمم المتحدة وأهدافها السبعة عشر للتنمية المستدامة؛ بما فيها المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة والشباب وتهيئتهم لسوق العمل المستقبلي ودعم وتعزيز الاقتصاد المحلي. كما ويشمل المنتدى على معرض الشركات الناشئة والمؤسسات العاملة في مجال الريادة والابداع وعددها 25 شركة ناشئة، وزاوية ملصقات الابحاث العلمية والتطبيقية ذات العلاقة بالثورة الصناعية الرابعة وعددها 12 ملصقا بحثيا.

وأوضحت أن الثورة الصناعية الرابعة ستؤدي الى زيادة الترابط بين العوالم المادية (الفيزيائية) والبيولوجية والرقمية من خلال تقنياتها التكنولوجية غير العادية والتي لم يسبق لها مثيل عبر التاريخ البشري، لافتة إلى التقنيات التي تتمثل بالذكاء الاصطناعي، والروبوتات، وانترنت الاشياء والمركبات ذاتية القيادة، والطابعات ثلاثية الأبعاد وتكنولوجيا النانو والتكنولوجيا الحيوية والحوسبة الكمومية وسلسلة الكتل وغيرها من التقنيات، هي ثورة  التكنولوجيا التي تتميز بالسرعة في التغيير والقدرة على حل المشاكل الاكثر تعقيدا والتي ستكون بمثابة تسونامي التقدم التكنولوجي.

وتابعت، أن فلسطين وأمام كل التحديات التي تواجهها ستنهض بسواعد وعقول ابنائها المفكرين والمبدعين والريادين الآملين بغد أفضل، وإننا نتطلع أن يساهم هذا المنتدى الوطني في بلورة أفكار وتوجهات جديدة للخروج بتوصيات لأصحاب القرار تؤدي الى تطوير وبناء القدرات المحلية اللازمة للانخراط في الثورة الصناعية الرابعة والارتقاء بالتنمية التكنولوجية والاقتصادية المستدامة.

سمارة: اننا نمتلك ما يلزم لنكون جزءا من هذا المد التكنولوجي

من جهته، قال رئيس المجلس الأعلى للإبداع والتميّز المهندس عدنان سمارة، "لقد رحب العديد من منظومة الابداع والتميز بتنظيم هذا المنتدى الذي يحمل عنوان (الثورة الصناعية الرابعة، الابداع والريادة) وذلك لملائمته لدولتنا العتيدة ولإدراكهم اننا نمتلك ما يلزم لنكون جزءا من هذا المد التكنولوجي".

واضاف، أن الثورة الصناعية الرابعة ستتميز بالقدرة على رفع مستويات الدخل العالمي، وتحسين نوعية الحياة للسكان في جميع أنحاء العالم، إذ إن منتجات التكنولوجيا ستتمكن من تقديم خدمات ومزايا جديدة للإنسان، بمعنى أنها لا تغير ما يقوم به الانسان، ولكنها تغيره هو نفسه، وسيقدم الابتكار التكنولوجي مستقبلاً حلولاً وسبلاً جديدة تمكن من تحقيق مكاسب طويلة الأجل في الكفاءة والإنتاجية، وفي الوقت ذاته، سوف تنخفض تكاليف النقل والاتصالات، وستصبح الخدمات اللوجستية وسلاسل التوريد (البلوكشين (Block Chain أكثر فعالية، وستقل تكلفة التجارة، وكلها ستفتح أسواقاً جديدة، وتحفز النمو الاقتصادي، مثلما قد حدث فعلاً في عالم الاقتصاد الرقمي.

وتابع، لعل أهم ما يمكن أن تفرضه الثورة الرابعة على الحكومات، عموماً، المطالبة بسن تشريعات تتلاءم مع الثورة الصناعية الرابعة، فيما يقع العبء الأكبر في جانب الابتكار على الشركات والمؤسسات والمعاهد البحثية، وأما الأفراد فيمكن أن يساهموا في تطوير النظم، من خلال تقاريرهم الراجعة عن الاستخدام، ومقترحات التطوير، وفي النهاية ستكون هذه الثورة نتاج تعاون وثيق بين جميع الأطراف، لا لشيء إلا لأن الثورة الصناعية الرابعة ستفرض واقعاً جديداً، مليئاً بالفرص والتحديات، فمن جهة، ستوفر فئات جديدة من الوظائف، لم تكن موجودة في السابق، مثل المجالات الجديدة التي تتيحها الطابعات ثلاثية الأبعاد للتصميم والإنتاج، وبرمجة الروبوتات والأنظمة الذكية، لكنها في الوقت نفسه ستقضي على الملايين من الوظائف التقليدية القائمة حول العالم، مثل السائقين الذين ستحل مكانهم السيارات ذاتية القيادة، والعمال ذوي المهارات المنخفضة الذين ستحل الروبوتات بديلاً عنهم، وموظفي البنوك التي ستتغير طريقة عملها، ويتطلب هذا إحداث موازنة دقيقة بين الجانبين.

واوضح، إنه ورغم تحديات الواقع السياسي الذي نعيشه في فلسطين فنحن ايضا لدينا القدرات لفتح الأبواب لإدخال الثورة الصناعية الرابعة التي يمكن ان تخفف من اعباء الظروف السياسية التي تثقل على الاقتصاد الفلسطيني وتفتح الآفاق لفرص جديدة لمواكبة التطورات العالمية، لا سيما وان فلسطين تتمتع بقاعدة بشرية متعلمة ومؤهلة ولديها الامكانيات اللازمة لاستيعاب متطلبات التحول الى مجتمع المعرفة والانضمام الى ركب الثورة الصناعية، والاستفادة من الفرص التي تتيحها وحجز مكانة متقدمة في نادي الدول التي تستفيد من التقنية الحديثة وتوظيفها لخدمة الأهداف التنموية.

وعرّج سمارة على موضوع مقاومة شعبنا لنيل حقوقه، مشيرا إلى أن الوسائل التي تتيحها الثورة الصناعية الرابعة ستخلق اشكال نضال جديدة لشعبنا بل وستتيح لشعبنا اينما وجد في كل أصقاع العالم  للمساهمة في معركة الحقوق ومعركة البناء للدولة المنشودة.

واشار إلى أن هناك قناعة تامة وادراك من قبل القيادة السياسية وعلى رأسها السيد رئيس دولة فلسطين محمود عباس، بأهمية الابداع والريادة في البناء الوطني والنهوض بمجتمعنا صاحب المقدرات العلمية التي تميزت باعتراف العالم واعطاء المبدعين الدور الذي يستحقونه في قيادة مسيرة البناء والاستقلال، ولذلك جاءت مبادرة السيد الرئيس الحكيمة راعي الابداع والتميز والابتكار بإنشاء المجلس الأعلى للإبداع والتميز. 

واضاف، أن هذا المجلس الذي يتشكل مجلس إدارة من أربعةٍ واربعين عضواً، ممثلين لأربعة وأربعين مؤسسة وطنية في شقي الوطن، من الرئاسة الفلسطينية ومجلس الوزراء والوزارات ذات العلاقة بالإبداع ومن جميع الجامعات في الضفة وغزة، ومن القطاعات الصناعية والتجارية والمصرفية ورجال الأعمال والقطاع الخاص والقطاع الأهلي والنقابات المهنية، قام بجهود كبيرة ايضا لتأسيس منظومة الابداع والريادة الوطنية لترسم معالم طريق الانجاز للرواد في شتى المجالات وتحديد معالمها واللاعبين الرئيسين فيها ولنتعرف جميعنا على المسئوليات الملقاة على عاتقنا، كلّ في مجاله وفي حدود امكانياته وتخصصاته. حيث وضع آلية تشبيك عملية بين كافة الجهات ذات العلاقة. واستطاع المجلس إقامة جسور تعاون مع مختلف الجامعات ومؤسسات التعليم العالي والمؤسسات الراعية للإبداع والعاملة في مجاله ومع القطاع الخاص، فأطلق بالتعاون مع نقابة المهندسين شبكة المؤسسات العاملة في مجال الابداع والريادة وأنشأ بنكا للمعلومات للمبدعين ومن ثم أنشأ شبكة للمبدعين ولدينا اليوم اكثر من 2000 مبدع مسجلين في هذه الشبكة ولها هيئة ادارية تشرف على عملها.

وقال إنه بمبادرة من السيد الرئيس تم إنشاء صندوق دعم الابداع والتميز الذي استثمر لغاية الآن في ( 12 شركة ناشئة) في مجالات الطاقة المتجددة والادوات الزراعية وفي الصحة والخدمات ومواد البناء ومجالات التكنولوجيا الحديثة.